بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وآله وصحبة وسلم
صفات المتقين
قال الامام على كرم الله وجهه
المتقون هم اهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع غضوا ابصارهم على ما حرم الله عليهم ووقفوا اسماعهم على العلم النافع لهم نزلت انفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء ولو لا الاجل الذي كتب الله لهم لم تستقر اراواحهم في اجسادهم طرفة عين شوقا الى ربهم عظم الخالق في انفسهم فصغر ما دونه في اعينهم قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة واجسادهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة وانفسهم عفيفة صبرو اياما قصيرة اعقبتهم راحة طويلة تجارتهم رابحة سيرها لهم ربهم ارادتهم الدنيا فلم يريدوها واسرتهم ففدو انفسهم منها . اما الليل فصافون اقدامهم يرتلون اجزاء القران ترتيلا يحزنون به انفسهم وسيستثيرون به داء دوائهم فاذا مروا باية فيها تشويق ركنو اليها طمعا وتطلعت نفوسهم اليها شوقا وظنو انها نصب اعينهم واذا مروا باية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم وطنوا ان زئير جهنم وشهيقها في اذانهم فهم جاثون على ركبهم يرجون من الله فكاك رقابهم واما النهار فحلماء علماء ابرار اتقياء قد برأهم الخوف بري القداح ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض لا يرضون من اعمالهم بالقليل ولايستكثرون الكثير فهم لانفسهم متهمون ومن اعمالهم مشفقون واذا زكى احدهم خاف مما يقال له فيقول انا اعلم بنفسي من غيري وربي اعلم بي من نفسي اللهم لاتاخذني بما يقولون واجعلني افضل مما يظنون واغفر له ما لا يعلمون فمن علامة احدهم انك ترى له قوة في دين وحزنا في لين وايمانا في يقين وحرصا في علم وعلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في حلال ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع . يعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل يمسي وهمه الشكر ويصبح وهمه الذكر يبيت حزرا ويصبح فرحا حزرا من الغفلة وفرحا بما اصاب من الفضل والرحمة اذا استعصبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تحب قرت عينه فيما لا يزول وزهادة فيما لايبقى يمزح العلم بالحلم والقول بالعمل تراه قريبا امله قليلا زلله خاشعا قلبه قانعة نفسه منزورا اكله سهلا امره حريزا دينه ميتة شهوته مكظوما غيظه الخير منه مامول والشر منه مامون ان كان في الغافلين كتب في الزاكرين وان كان في الزاكرين لم يكتب من الغافلين يعف عن من ظلمه ويعطي من حرمة ويصل من قطعه بعيدا فحشه لينا قوله غائبا منكره حاضرا معروفه مقبلا خيره مدبرا شره في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لايحيف على من يبغض ولا ياثم فيمن يحب يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه ولا يضيع ما استحفظ ولا ينسى ما ذكر ولا ينابذ بالالقاب ولا يضار بالجار ولا يشمت با المصاب ولا يدخل في الباطل ولا يخرج عن الحق ان صمت لم يغمه صمته وان ضحك لم يعل صوته وان بغي عليه صبر حتي يكون الله هو الذي ينتقم له نفسه منه في عناء والناس منه في راحة اتعب نفسه لاخرته واراح الناس من نفسه بعده عن من تباعد عنه زهد ونذاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخديعة آهـ .